بقلم هبه يونس
مرشد تربوي و اسري
استشاري علاقات زواجية
في زمن بيتغير بسرعة، ومع تحديات بتواجه كل أسرة مصرية، الوعي بقى مش رفاهية، ولا "كلام تنمية بشرية"، لكن بقى ضرورة يومية زي الأكل والشرب.
مفيش أم أو أب دلوقتي يقدر يربّي من غير ما يكون فاهم نفسية ولاده، التغيرات اللي بيمروا بيها، ومهارات التواصل الفعّالة اللي تخلي في حوار حقيقي جوه البيت.
أنا اشتغلت مع أمهات كتير من خلفيات اجتماعية وتعليمية مختلفة. بس اللي جمع بينهم كان الإحساس بالعجز قدّام سلوك أولادهم، وبالذنب بعد ما يزعقوا أو يتجاهلوا أو يضربوا. وكل واحدة كانت بتسألني: "طب أعمل إيه؟ أنا مش وحشة، أنا بس مش فاهمة!"
وهنا بيجي دور الوعي.
الوعي مش معناه نقرأ كتب ونحفظ مصطلحات، لكن نبدأ نسأل نفسنا:
ليه ابني بيتصرف بالشكل ده؟
هو محتاج إيه؟
وأنا ليه بتعصب بسرعة؟
وإزاي أساعده من غير ما أؤذيه؟
في الجلسات اللي بقدمها للأمهات، بنشتغل على ده بالضبط.
مش بس بنفهم دماغ الطفل أو المراهق شغالة إزاي، لكن كمان بنفهم نفسنا، بنتعلم نقول "أنا محتاجة وقت لنفسي" من غير تأنيب ضمير، ونعرف نطلب من ولادنا يسمعونا من غير خوف.
الوعي هو السلاح الحقيقي اللي نحمي بيه أولادنا من الإدمان، من الاكتئاب، من فقدان الثقة فينا وفي نفسهم.
وهو كمان الجسر اللي نعدي بيه من الخناقات اليومية للعلاقة الدافية اللي كل أم بتحلم بيها مع ولادها.
إحنا محتاجين نكسر وهم إن التربية "غريزة"، وإننا "هنتصرف لما تحصل المشكلة".
لأن الحقيقة إن المشكلة لو حصلت وإحنا مش مستعدين، التمن بيكون كبير.. على الطفل، وعلى قلب أمه.
علشان كده، خلّي الوعي ضيف دائم في بيتك.
اقري، اسألي، احضري جلسة، اسمعي بودكاست، اطلبي المساعدة.
مش عيب إنك تتعلمي.. العيب إنك تكملي في دوامة التعب واللوم
الوعي مش بس إنك تعرف المعلومة، لكن إنك "تفهم" نفسك، وتفهم غيرك، وتعرف تتصرف... تعرف تحب من غير ما تأذي، وتربي من غير ما تكسر، وتواجه من غير ما تجرح.
البيت اللي مفيهوش وعي... بيت مفتوح على احتمالات مؤلمة:
طفل بيتكسر كل يوم بسبب ردود أفعال عنيفة من غير قصد.
أم بتنهار لأنها شايلة فوق طاقتها ومش فاهمة ليه.
أب مش عارف يوصل لولاده ولا لزوجته ومش مدرك سبب المسافة اللي كبرت فجأة.
👈 الوعي هو الجسر بين القصد والتأثير.
يعني ممكن يكون قصدك خير، بس من غير وعي، التأثير يطلع عكسي تمامًا.
في كل جلسة بسمع جمل بتوجع:
– "أنا مكنتش أعرف إن الكلمة دي بتأثر فيه كده."
– "مكنتش فاهم إن ابني مبيفهمش بالأوامر."
– "مكنتش أعرف إن بنتي مش متمردة، دي محتاجة احتواء."
جمل كلها بتقول إن الوعي كان غايب... والتمن كان كبير.
الوعي الأسري هو الي بيخلينا نعرف إمتى نسكت، وإمتى نتكلم، وإزاي نحتوي بدل ما نحكم، ونلاحظ بدل ما نفترض.
✅ الوعي مش بس للمشاكل، ده كمان وقاية.
الأسرة الواعية بتعدي الأزمات بأقل خسائر.
بتربي ولادها على المرونة، على احترام النفس، على إنهم يسمعوا صوتهم الداخلي بدل ما يضيعوا في أصوات الناس.
دلوقتي لما حد يسألني:
"أبدأ منين علشان أكون أم أو أب أحسن؟"
بقول دايمًا:
"ابدأ بالوعي... الوعي بنفسك وباللي حواليك. الباقي هييجي لوحده."
لمزيد من الدعم العملي، أقدّم جلسات فردية ودورات تدريبية للأمهات تساعدهن على تطبيق الوعي التربوي في الحياة اليومية. يمكن حجز الجلسات مباشرة من خلال هذا الرابط: https://ekshef.com/dr-47359/%D8%A3%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D8%A8%D9%87-%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%AA%D8%AE%D8%B5%D8%B5-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A