تحلّ علينا أيام العيد دائمًا محمّلة بالبهجة ولمّة العائلة وروائح الطعام التي تملأ البيوت، وعلى رأسها طبق الفتة الذي أصبح رمزًا من رموز الاحتفال. لكن ما إن تبدأ العزومات، حتى تتكرّر الشكاوى: "أكلت كتير"، "الدايت راح خلاص"، "هو لازم العيد يبوّظ كل اللي بنيته؟".
تؤكد دكتورة فاطمة رأفت سلامة، أخصائية التحاليل الطبية والتغذية العلاجية، والمحاضر الطبي المعتمد، ومدربة التغذية الشمولية، أن المشكلة ليست في العيد ذاته، بل في طريقة تعاملنا معه غذائيًا. الإفراط في تناول الطعام بلا وعي، يتبعه شعور بالذنب، ثم انغماس في أنماط غير متزنة، ما يؤدي إلى تدهور علاقتنا بالطعام.
وتوضح أن طبق الفتة ليس عدوًا للصحة، لكن مكوناته الإضافية قد تكون السبب: العيش المقلي بالسمن، والأرز الأبيض بكميات كبيرة، واللحم الضأن الدسم، والطشة الثقيلة، ثم الحلوى والمشروبات الغازية. كل هذه العناصر تجعل من وجبة واحدة عبئًا يتجاوز أحيانًا 1200 سعر حراري.
وترى دكتورة فاطمة أن الحل لا يكمن في الحرمان، بل في التوازن، من خلال خطوات بسيطة يمكن اتباعها دون الإخلال بفرحة العيد، منها:
بدء الوجبة بطبق من السلطة، لمنح إحساس بالشبع وتقليل الكمية المستهلكة.
استبدال العيش المقلي بالمحمص لتقليل الدهون.
تقليل كمية الأرز إلى النصف دون الإخلال بالإحساس بالشبع.
اختيار اللحوم المسلوقة أو المشوية بدلاً من اللحوم الدسمة.
استخدام الزيت الخفيف بدلاً من السمن في الطشة.
تقديم الطعام في طبق صغير، مع مضغ الطعام ببطء للاستمتاع بالنكهة وتحقيق الشبع.
شرب كميات كافية من المياه والمشي 10 دقائق بعد الأكل.
وتضيف دكتورة فاطمة أن العيد ليس مناسبة لخرق النظام الغذائي، ولا لتحميل النفس ضغوطًا زائدة. بل هو فرصة للفرحة والاحتفال مع المحافظة على خطوات صحية نحو توازن دائم.
وتختتم بقولها: لا تظلم صحتك من أجل ساعة مزاج، ولا تحرم نفسك من كل شيء فتعيش في توتر دائم. فالمعادلة الذهبية بسيطة: كل بعقلك، امشِ برجليك، واحتفل بقلبك.
الجدير بالذكر أن دكتورة فاطمة رأفت سلامة حاصلة على:
بكالوريوس علوم من جامعة عين شمس
دبلوم الكيمياء الحيوية من جامعة القاهرة
دبلوم التغذية العلاجية من جامعة عين شمس
دبلوم التغذية العلاجية من جامعة النيل الأوروبية
دبلوم التغذية العلاجية من معهد وصال بدبي
باحثة ماجستير في التغذية العلاجية بجامعة القاهرة
شهادة مدرب تغذية شمولية (Holistic Nutrition Coach) معتمدة من الاتحاد الدولي للمدربين ICF
شهادة في التغذية العلاجية من منظمة IAO الدولية
كل عام وأنتم بخير.